كل عام والأمة الإسلامية بخير، كل عام والمصريين بخير بمناسبة ذكرى مولد النبى الكريم، محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، التى تواكب اليوم، ولم يكن مولد سيد الخلق، الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، يوما عاديا بل كان بداية لنشر نور الحق، وكم من المؤلفات تحدثت عن حياة الرسول ومنها ما دونته الكاتبه الكبيرة الدكتورة عائشة عبدالرحمن عن الرسول الكريم، وبيته ونسائه، حيث أشارت إلى أن مولد الرسول كان حدثا عظيما وأن بدايته كان شابا هاشميا عريق الأصل طيب المنبت، وأبوه «عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم»، الذى وعت مكة قصة افتدائه من النحر وفاءً بنذر أبيه، وهى قصة مثيرة أحيت ذكرى الذبيح الأول «إسماعيل بن إبراهـيم» جد العرب العدنانية.
وأمه «آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب» أفضل امرأة فى قريش نسبا وموضعا.
وقد أمضى أعوامه الأولى فى بادية بنى سعد، فتركت هذه التربية البدوية طابعها الخاص فى شخصيته، وأكسبته صحة الجسم والنفس، وصلابة الخلق وفصاحة اللسان. كما أكسبته حياته اليتيمة الكادحة من بعد ذلك، قوة احتمال وشعورا مبكرا بالمسؤولية. وجاءت رحلة صباه إلى الشام فوسعت من أفقه وزادته خبرة بالدنيا والناس، فكان فى إبان شبابه الرجل الناضج الجلد الصبور، تلمح فى شخصيته آثار البادية، وفى سلوكه تهذيب الحياة المتحضرة حول الحرم، مثابة حج العرب، ومنزل قريش. كما تلمح فى عقله تجارب الرحلة والسفر، وفى خلقه شمائل هاشمى قرشى، لم يفسده الفراغ والمال، ولم يصبه الترف بآفات النعومة واللين.
هكذا كان «محمد» حين سمعت به السيدة خديجة، وبلغها ما يتحدث به القوم عن جده وأمانته وصدقه وعفته، فمهد هذا كله سبيله إلى قلبها الذى كانت قد أغلقته دون الرجال جميعا، وفكرت فيه قبل أن تلقاه وتراه بعينها: «شابا وسيما، معرب الملامح، أزهر اللون، ربعة فى الرجال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، ضخم الرأس، مبسوط الجبين، مرسـل الذقن، عالى العنق، عريض الصدر، غليظ الكفين والقدمين، يتوج هامته شعر كث شديد السواد، وتشع عيناه الدعجاوان الواسعتان جاذبية تحت أهداب طوال حوالك، وتتألق أسنانه المفلجة البيضاء إذا تكلم أو ابتسم» وللحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة